مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
بحث في: شعائر الحج والعبادات المختصة بها
نحن في هذه الأعمال الصالحة في هذا الموقف العظيم جئنا لأجل أن نتزود للآخرة، وأن نعمل صالحًا يرجى قبوله ويرجى نفعه لنا في دنيانا وفي أخرانا.
هذا العمل هو ذكر هذه المناسك، المناسك هي: العبادات التي يتعبد بها في هذه المشاعر. المشاعر: أماكن العبادة تسمى مشاعر، وتسمى شعائر؛ علامة على العبادة، يعظمها المسلمون، يتعبدون الله تعالى فيها، وتسمى مشاعر وتسمى شعائر. قال الله تعالى: رسم> إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ قرآن> رسم> رسم> وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ قرآن> رسم> سماها شعائر تعظيمها و رسم> وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ قرآن> رسم> التعبد فيها. كل مشعر له عبادة فعرفة اسم> من المشاعر، أن يبارك فيه في الوقوف فيه إلى الليل وكذلك الدعاء والذكر والاستغفار، والتمسكن والاستضعاف، والتواضع بين يدي الله -سبحانه وتعالى- والإكثار من دعاء الله بما يرجى إجابته مع التمسكن والاستضعاف كما ورد في الحديث: رسم> أفضل الحج العج والثج متن_ح> رسم> فالعج: هو رفع الصوت بتلبية أو تكبير أو دعاء أو غير ذلك، وكذلك إظهار المسكنة بمعني: التتمسكن والاستضعاف بين يدي الله .
وكذلك المشعر الحرام اسم> الذي هو المزدلفة اسم> قال الله تعالى: رسم> فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ قرآن> رسم> المشعر الحرام اسم> هو مزدلفة اسم> ويسمى جَمْعًا، .. العمل فيه المبيت، أن يأتي إليه الحجاج بعد انصرافهم من عرفة اسم> ويبيتون فيه ويكثرون من الدعاء ومن ذكر الله: رسم> فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ قرآن> رسم> ويصلون فيه المغرب والعشاء إذا وصلوا إليه.
وكذلك يصلون فيه الفجر، ثم يكثرون من الدعاء، ثم يتوجهون إلى منى اسم> قبل أن تطلع الشمس وبعد الإسفار هذا هو عمل ذلك المشعر.
الذين يترخصون، وينصرفون منه وسط الليل قبل أن يطلع الفجر، أو قرب مغيب القمر. أرى أنهم قد أخلوا بهذا العمل الشريف؛ لأن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يبقى في ذلك المشعر إلى أن يصلي الفجر، وإلي أن يسفر جدة اسم> ثم ينصرف، وما رخص إلا للضعفة الذين يشق عليهم الزحام .
كذلك العبادات في هذا المشعر، الذي هو منى اسم> العبادات فيه منها ما هو واجب، كرمي الجمرات الجمرة الأولي في يوم العيد، والجمرات الثلاثة في الأيام الثلاثة لمن يتعجل، أو في يومين لمن تعجل.
كذلك أيضًا من العبادات فيه التقرب إلى الله بحلق الرأس أو تقصيره فيعتبر عبادة وقربة يتقربون بها إلى الله تعالي، قال الله تعالى: رسم> لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ قرآن> رسم> جعل هذا علامة على تعظيمهم لعبادة الله، محلقين رءوسكم. الحلق: هو إزالة الشعر بالموسى، ومقصرين؛ يعني القص منه بالمقراب، هذا يعتبر نسكا وعبادة من العبادات.
كذلك أيضا التقرب إلى الله بذبح الهدايا التي يتطوع بها صاحبها، أو بذبح ما يلزمه: من فدية قران، أو فدية تمتع، أو دم جبران، أو فدية محظور، أو جزاء صيد كل ذلك محل ذبحه في هذه الأماكن، يجوز الذبح في منى اسم> ويجوز في بقية الحرم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم - رسم> نحرت هاهنا، ومنى اسم> كلها منحر وفجاج مكة اسم> كلها طريق ومنحر متن_ح> رسم> فهذا النحر يعتبر قربة، النحر للإبل والذبح لغيرها من البقر والغنم يعتبر طاعة وقربة: رسم> لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ قرآن> رسم> .
كذلك أيضًا من العبادات في هذه الأيام الطواف الذي هو طواف الإفاضة، والسعي لمن لم يكن سعى مع طواف القدوم إذا كان قارنا أو مفردا، وهذا من أدل العبادات؛ فإن الطواف بالبيت اسم> الذي طواف الإفاضة ركنا لا يم الحج إلا به، وكذلك الطواف عند السفر الذي هو طواف القدوم واجب يجبر بدم لمن تركه. هذه من العبادات التي تعظم بها حرمات الله، الذين يواظبون عليها يدخلون في قول الله تعالى: رسم> وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ قرآن> رسم> رسم> وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ قرآن> رسم> أي تعظيمها هو إتيانك بالعبادات المشروعة في هذه المشاعر وفي هذه الأماكن، ولا بد أن تأتي بها كاملة؛ اتباعا للنبي -صلى الله عليه وسلم- تفعل ما فعله صلى الله عليه وسلم.
فهذه المشاعر والعبادات التي تؤدى في هذه الأماكن، يجب أولًا: أن يجعلها عبادة، أن يأتي بها كعبادة وقربة يتقرب بها إلى الله -سبحانه وتعالى- يقصد بها وجه الله، ويقصد بها الدار الآخرة لا يريد عرضا من الدنيا ولا يريد فخرا وتطاولا ولا يريد رياءً وسمعة ولا يتمدح بذلك، ولا يعجب بأفعاله، فيعترف بأنه مقصر وأنه ناقص العبادة، فيدين بها لحبه، ويخلصها لوجه الله تعالى هذا شرط لقبولها .
كذلك أيضًا يحرص على تكميلها. تكميل أركان الحج التي هي أربعة: الإحرام، والوقوف بعرفة اسم> والطواف بالبيت اسم> والسعي بين الصفا اسم> والمروة اسم> لا يتمها ولا يتم الحج إلا بها.
وكذلك تكميل الواجبات، فيحرم من الميقات الذي حدده النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقف بعرفة اسم> إلى غروب الشمس، ويبيت بمزدلفة اسم> إلى آخر الليل ولا يتعجل إلا لعذر. لا يتعجل آخر الليل إلا لعذر، ويبيت بمنى اسم> أيام منى اسم> لا يخرج منها إلا لقضاء حاجة، أو لضرورة، ويرمي الجماد على الترتيب الذي رمى النبي -صلى الله عليه وسلم- به، ويحلق رأسه قربانا؛ يتقرب بذلك إلى الله -سبحانه وتعالى-.
وكذلك يختم أعماله بطواف الوداع إذا تم ذلك تم حجه. يحرص بعد ذلك على السنن التي يتم بها حجه، فيحرص على كثرة ذكر الله الذي أمر الله به في قوله تعالى: رسم> وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ قرآن> رسم> وفي قوله تعالى: رسم> فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا قرآن> رسم> وفي قوله: رسم> وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ قرآن> رسم> وعلى التكبير الذي أكد صلواته في هذه الأيام بقول الله تعالى: رسم> وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ قرآن> رسم> .
مسألة>